Loading
شعار الوفد الهلال والصليب .. المسلم والمسيحى يد واحدة فى بناء الوطن .. الدين لله والوطن للجميع .. الوحدة الوطنية اهم مبادئ وانجازات الوفد .. فهو يحمل بين جدرانه منذ نشأته عام 1918 مسلمين ومسيحيين وعملا معا من اجل مصر وحرية شعبها .. هذا هو الوفد
الوفد هو حزب سياسي مصري، وكان الحزب الحاكم قبل 1952 وألغت الثورة في يناير 1953 الأحزاب السياسية المصرية. وعاد الحزب لنشاطة سنة 1978 يهدف الوفد إلى تحقيق العديد من المبادئ والأهداف أهمها إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية وتعزيز الديمقراطية، وحماية حقوق الإنسان، ودعم دور الشباب، والحفاظ على الوحدة الوطنية بين المصريين.

الثلاثاء، 23 فبراير 2010

شر البلية ما يضحك

- الوحدة بين مصر وسوريا
- يوم فى حياة اسرة تبحث عن انبوبة
- مجهول يلقى قنبلة
- فتحى سرور يطالب
الجمهورية العربية المتحدة هو الاسم الرسمى لما يسمى الوحدة المصرية- السورية التى أعلنت فى مثل هذا اليوم ٢٢ فبراير ١٩٥٨ بتوقيع ميثاق الجمهورية المتحدة من قبل الرئيسين السورى شكرى القوتلى والمصرى جمال عبدالناصر. واختير عبدالناصر رئيساً والقاهرة عاصمة للجمهورية الجديدة.
وفى عام ١٩٦٠ تم توحيد برلمانى البلدين فى مجلس الأمة بالقاهرة وألغيت الوزارات الإقليمية لصالح وزارة موحدة فى القاهرة أيضاً، وقد أنهيت الوحدة بانقلاب عسكرى فى دمشق يوم ٢٨ سبتمبر ١٩٦١، وأعلنت سوريا «الجمهورية العربية السورية»، بينما احتفظت مصر باسم «الجمهورية العربية المتحدة» حتى عام ١٩٧١ عندما سميت باسمها الحالى جمهورية مصر العربية.
وكان من أهم أسباب الانفصال قيام جمال عبدالناصر بتأميم البنوك الخاصة والمعامل والشركات الصناعية الكبرى ونزوح الكثير من العمال المصريين إلى مدن الإقليم الشمالى، واختلال توازن قوى العمل، وتأثير الوحدة على التعددية السياسية فى سوريا أدعت قوى الانفصال أن المصريين عمدوا إلى تسريح أفضل الضباط السوريين من الجيش ليحكموا السيطرة على البلاد ويعزلوا القوى السورية عن المناصب الحساسة.
وعلى الرغم من عدم نجاح تجربة الوحدة بالبقاء لفترة طويلة، فإن الكثير من الباحثين اختلفوا حول تقييم تلك المرحلة من التاريخ العربى، وتتباين الآراء بشدة بين من يصفها بالنجاح ومن يصفها بالفشل، فبينما يقول الوحدويون بالمنجزات الاقتصادية التى تم إنجازها فى عهد الوحدة فى سوريا وعلى رأسها بداية مشروع سد الفرات والذى كان يراه عبدالناصر موازيا لمشروع السد العالى إضافة لحماية سوريا من تهديدات الأحلاف التى كانت تتربص بها، والتى كانت السبب الأساسى وراء قيام دولة الوحدة فيما يرى الفريق الآخر أن قرار عبدالناصر بإلغاء جميع الأحزاب السياسية و التأميمات كان من مساوئ الوحدة.
وفى كتاب يعود لعام ١٩٦٢ لمحمد حسنين هيكل نقف على كثير من التفاصيل المتعلقة بمخاض مشروع الوحدة ثم قيامه ثم فشله والكتاب بعنوان «ماذا جرى فى سوريا» وقد ذكر الكتاب رموز الانقلاب على الوحدة وهم حيدر الكزبرى الذى كان بمثابة خزينة الانقلاب، وهو أيضا الذى حاصر المشير عامر بالمدرعات فى بيته وفتح نيران المدافع على البيت فيما كان المشير فى مقر القيادة ومن زعماء الانقلاب أيضا عبدالكريم النحلاوى مدير مكتب القائد العام لشؤون الجيش الأول وقد كان من قادة الانقلاب رغم كونه موضع ثقة
 

كان جمال عبدالناصر فى الأربعين من عمره وفى أوج تألقه السياسى بعدما نجحت ثورة ٢٣ يوليو عام ١٩٥٢.. فشلت كل مساعى القوى الاستعمارية فى الحد من امتدادها لتهز المنطقة بأسرها لتكون أشبه بالزلزال الذى هز عرش إنجلترا منذراً بغروب الشمس التى تباهت بأنها لا تغرب عنها أبداً؟!
وقد فشل حلف بغداد عام ١٩٥٥ وفشل أيضاً العدوان الثلاثى على مصر عام ١٩٥٦ ليشهد يوم ٢٢ فبراير عام ١٩٥٨ ميلاد كيان عربى غير مسبوق اسمه الجمهورية العربية المتحدة، فقد اتحدت مصر وسوريا ووقعت اتفاقية الوحدة بين الرئيس جمال عبدالناصر ونظيره السورى شكرى القوتلى الذى آمن بالثورة المصرية ومُفجرها وبأن الوحدة هى السبيل لقوة العرب بعد وهن طويل تحت نير الاستعمار وأعوانه..
ومجدداً لسنا بصدد التأريخ بل نحن بصدد استحضار أيام المجد التى ولت، ونحاول أن نسترجع حلاوتها ونستبعد مرارتها، آملين الخير لأمتنا العربية، ونعود لدمشق فى أيام الوحدة يوم أن خرجت على بكرة أبيها لتستقبل جمال عبدالناصر وتحمل سيارته وهو فيها.. لقد كان هذا إحساساً صادقاً، فالحب لا يعبر عنه بالأمر بل بالصدق، وعلى مدى ثلاث سنوات ونصف تقريباً استمرت التجربة.. ولها مقومات عبرت عنها الوحدة..
وهناك من تربص ليقتل الوحدة فى مهدها.. وبالطبع كانت إنجلترا فى المقدمة، وكذا من تأثرت مصالحهم من الوحدة فى داخل سوريا، ليشهد يوم ٢٨ سبتمبر عام ١٩٦١ انقلاباً على الوحدة تزعمه المقدم عبدالكريم النحلاوى، الذى كان مديراً لمكتب المشير عبدالحكيم عامر -فى دمشق- وحاول عبدالناصر الإبقاء على الوحدة، ولكن الرياح كانت عاتية.. ليتم الانفصال.. ولتشهد سوريا بعد الوحدة عدة انقلابات.. فيا ليتهم توحدوا.. على هامش السيرة..
فلم تكن الوحدة شراً.. بل هى الخير بعينه، فقد اجتهد عبدالناصر والقوتلى وحاولا تجسيد حلم ليضحى واقعاً، ولكنه تبدد بعد أن تحالفت ضده قوى الشر، وقد أثبتت هذه التجربة حسبما ذكر السيد سامى شرف أن الوحدة حقيقية وأن أسسها صحيحة وأنها جسدت حلم الأمة العربية، وشاء القدر أن يكون يوم وفاة عبدالناصر هو ٢٨ سبتمبر، نفس يوم الانفصال الذى تم فى عام ١٩٦١.. كان رحيله عام ١٩٧٠ نهاية حلم جميل عاشت فيه الأمة العربية أياماً لن تعاد، عنوانها أيام المجد؟!
أحمد محمود سلام
photo.aspx
طابور ينتظر استبدال الأنابيب
فى «بيت عيلة» بعزبة النخل يعيش أيمن محمود وزوجته سامية السيد محمود، وقد أصبحت مشكلتهما، «المستعصية على الحل» أن يحصلا على أنبوبة بوتاجاز ليستطيعا طهو الطعام بعد ٣٠ يوماً «عجاف» منذ أن لفظت أنبوبة البوتاجاز أنفاسها الأخيرة.
منزل العائلة مكون من خمسة طوابق بـ«خمس أسر» وكل أسرة تمتلك أنبوبتى بوتاجاز، ومع استمرار الأزمة أصبحت جميع الأنابيب «فارغة»، والحياة فى عز الشتاء قبل هجوم موجة الحر الأخيرة تكاد تكون مستحيلة.
ذهبنا إلى منزل أيمن وسامية لـمعايشة.. تلك التجربة الشاقة من خلال رحلة البحث عن أنبوبة بوتاجاز «مملوءة» تنهى- ولو مؤقتاً- تلك الأزمة العاصفة، فاكتشفنا أن «التجربة» أقسى بكثير مما تخيلناه وتوقعناه.
«٣٠ يوماً ونحن نعانى من عدم وجود أنبوبة غاز، ولم نطه خلالها وجبة طعام واحدة، وكنا نستحم بالماء البارد فى عز الشتاء» بهذه الكلمات بدأت «سامية» كلامها، بعد أن اجتمع كل أفراد أسرتها من إخوة وأبناء، بالإضافة لوالدتها وزوجها.
وقالت: «منذ شهرين فوجئنا بعدم قدرة أخى الأكبر على استبدال أنبوبة الغاز بأخرى، لعدم وجود أنابيب بالمستودعات، والمغالاة فى سعرها لدى أصحاب المخازن حيث وصل سعرها إلى ٢٥ جنيهاً، ولأننا أسرة كبيرة، وكل واحد يمتلك أنبوبتين قررنا أن نقتصد فى استخدام الغاز قدر الإمكان رغم برودة الشتاء، إلى أن جاء اليوم الذى اكتشفنا فيه أن أنابيب الغاز فى المنزل كله فرغت، ولم يصبح فى إمكان أى بيت أن يطهو الطعام».

وأضافت: «حاول زوجى وأخى الذهاب إلى مخازن الأنابيب الموجودة فى منطقة عزبة النخل، وعين شمس والمرج، ولكن فى كل مرة يعودون بها فارغة، إلى أن وجدنا أحد سكان الشارع يخبرنا أنه يستبدل الأنابيب من جيراننا بسعر ١٢ جنيهاً للأنبوبة، على أن يأخذ ثمنها ويأخذ الفارغ منها، ومرت الأيام دون أن يعيدها واستمر الحال حتى وصل سعرها إلى ٢٥ جنيهاً، لكن بعد ٥ أيام رفضنا عرض هذا الشخص بحثاً عن آخر يقوم بهذه المهمة.
وحاول أحد الجيران القيام بنفس المهمة بمقابل أقل، إلا أنه عاد بها «فارغة» بعد مرور ٣ أيام وذهب زوجى وأخى إلى مخزن بالمرج الجديدة، وعدت صاحبته بأنها ستعيد لنا الأنابيب بعد امتلائها، ونحن ننتظر هذا الوعد منذ ٤ أيام، لكننا تركنا هذه المرة فى المنزل أنبوبتين من ١٠ أنابيب نمتلكها.
وتستكمل: «أيامنا كانت طويلة ومكلفة، فالمياه الباردة فى جو الشتاء أصابت زوجى وأولاد إخوتى بالأنفلونزا، كما اضطررنا إلى شراء طعام جاهز يومياً، وما ساعدنا على ذلك هو أننا اثنان فقط، رغم أن سعر الوجبتين يصل إلى ٥٠ جنيهاً يومياً، الأمر الذى لم يستطع إخوتى تحمل تكاليفه، واضطر أخى الكبير إلى شراء «سخان سنجستين» وهو سخان كهربائى تقوم كل شقة بطهو ما ترغب من طعام عليه، وتسخن عليه ما تريد من ماء، لكن مخاطره كبيرة أقلها استهلاكه الشديد للكهرباء، حيث إنه كاد يحرق المنزل بالكامل نتيجة اشتعال قطعة قماش كانت بجواره، ولولا تصاعد الدخان ما انتبهنا إليه،

بالإضافة إلى سقوط «الحلة» المتكرر الذى تسبب فى انفصال التيار الكهربى، نتيجة انفجار «فيشته» ورغم حوادثه المستمرة فإننا لم نستطع الاستغناء عنه».
وتابعت: «فى أزمتنا حاولنا الاتصال بكل الجهات الحكومية المسؤولة عن حل الأزمة مثل وزارة التضامن الاجتماعى والحى والمحافظة، وبالبرامج التليفزيونية، ولم نجد من يرد علينا، ومن رد علينا كان الخط الساخن ١٣٩ وقامت الموظفة بأخذ بياناتى ثم أخبرتنى بأنها ستبلغ الشكوى ثم تتصل للرد علىّ، وأضافت مازحة «أنا كمان عندى نفس المشكلة ومش عارفة أحلها، الأمر الذى دفعنى إلى الاتصال بالشرطة، لأجدهم يردون على: عندما تصل سيارة الأنابيب أبلغينا كى نتحرك ونتخذ اللازم»، لأجد نفسى بعدها غير قادرة على التفكير فى إيجاد حل للمشكلة، إلى أن شاهدت وزير التضامن الاجتماعى الدكتور على المصيلحى فى برنامج «البيت بيتك» يؤكد حل الأزمة، ويترك رقم هاتفه الشخصى ورقم مكتبه فلجأت إليه وفى كل مرة أجد هاتفه مغلقا.

وأثناء حديث «سامية» كان هناك «صوت دحرجة أنبوبة غاز على أسفلت الشارع بمثابة إنذار مبكر لوجود سيارة بيع أنابيب فى المنطقة، فنزلت بسرعة هى وزوجها إلى الشارع يحملان الأنبوبة ونحن معهما، وكان الخبر السعيد أنها ليست سيارة عادية وإنما سيارة من مستودع الأنابيب الأمر الذى سيجعل ثمن الأنبوبة أرخص لتباع بـ٦ جنيهات على الرغم من أن السعر القانونى لها ثلاثة جنيهات ونصف الجنيه لكنها أصبحت التسعيرة المتعارف عليها».
الطريق إلى المستودع يجعلك تسير فى شوارع وأزقة وخرابة كبيرة.. النساء والشباب يهرعون إلى مكان السيارة التى تقف وراء عمارة من ١٠ أدوار فى مكان كانت المساكن لا تزيد على ٥ أدوار، ولكننا فوجئنا بـ«سعيد» الذى احتضن أنبوبته الفارغة على دراجته قائلاً: «الأنابيب خلاص خلصت، بعد ما الرجالة ضربوا بعض، والستات قعدت تصرخ وتعيط، علشان كده أنا قلت أحترم نفسى وسنى وامشى».
وعلى بعد خطوات منه كان محمد الفائز بأنبوبة أخرى مملوءة حملها على كتفيه شاعراً بزهو انتصار ولا يعرف كيف خرج من الزحام الشديد الذى دخل إليه هو ومجموعة من الرجال للفوز بأنبوبة.
وعلى بعد خطوات قليلة كانت السيدات الباكيات- بسبب ضياع أمل الحصول على أنبوبة لطهو الطعام لأولادهم شعرنا مع وقفتهن أنه لا فائدة من استكمال مسيرتنا إلى سيارة الأنابيب التى لولا «أم آية» التى تحدثت من خلف نقابها قائلة «عربية الأنابيب لسة واقفة علشان العربية اتسرق منها ١٦ أنبوبة والسواق لسه واقف هناك،

وكمان ناس كتير واقفين بأنابيبهم ومش عاوزين السواق يمشى علشان يتصل بالشركة اللى بيشتغل فيها ويخليهم يبعتوا عربية أنابيب تانية، لكنه قال انه مش هيتحرك إلا لما الأنابيب اللى فى عهدته ترجعله تاني، وفى تلك اللحظة لم تتمالك دموعها التى سقطت لتبكى على حالتها فهى أم لأربعة أبناء وزوجة لرجل على المعاش لا يستطيع أن يدفع ٣٥ جنيها ثمنا لأنبوبة الغاز، خاصة أنها لا تكفى سوى لأسبوع واحد فى الشهر، الأمر الذى سيجعلها تحتاج إلى ١٥٠ جنيها خلال الشهر وهو ما لا يمكن تنفيذه أبداً، وهاجمت المسؤولين الذين لا يرحمون الفقراء، على حد قولها، مطالبة إياهم بتوصيل الغاز إلى بيوتهم مادام توفير الأنابيب أصبح صعباً.
والتقطت «نصرة» خيط الكلام من «أم آية» وقالت: منذ الصباح ونحن نلهث وراء سيارة الأنابيب حيث سمعنا انها فى منطقة حورس، وعندما ذهبنا إلى هناك قال السكان إنها فى أرض عودة، عندما جئنا إلى منطقة أرض عودة اكشتفنا أن الأنابيب خلصت»، وتابعت: «مللت من انتظار تلك العربة مرة أخرى، لذا فإنها ستخرج مع باقى سيدات الشارع ممن عرض عليهن صاحب احدى سيارات النقل توصيلهن إلى مستودع بمسطرد يعلم أن الأنابيب متوافرة به، بشرط حصوله على ١٠ جنيهات نظير كل أنبوبة، على أن تقوم كل سيدة باستبدال أنبوبتها بطريقتها، سواء استطاعت الصمود والوصول إلى داخل المستودع أو من التجار المجاورين للمستودع الذين يبيعونها بضعف ثمنها الحقيقى».
لحظات وكنا نقف أمام محمد أحمد سائق سيارة الأنابيب الذى قال «منذ بداية أزمة الأنابيب جاءت الينا الأوامر بأن نذهب إلى مصانع مليئة بالغاز وعدم انتظار توزيعها على المستودعات، حيث أعمل أنا و١٠ من زملائى لسد العجز، فنذهب جميعا إلى نفس المنطقة ولكن فى أماكن متفرقة إلى أن تنتهى الأنابيب ونعود إلى الشركة.
ويضيف.. «إنها المرة الأولى التى أنزل فيها إلى عزبة النخل، وكنت أحمل معى ٩٧ أنبوبة، لكننى فوجئت بـ٣٠٠ شخص يهجمون على وعلى السيارة واستولوا على ١٦ أنبوبة من الأنابيب التى أحملها».

وازدحمت المنطقة بالسيدات والرجال ممن فقدوا الأمل فى الحصول على أنبوبة الغاز وكان من بينهم سيدة فى الستين من عمرها قالت: «أنا أعيش مع ٥ من أبنائى فى كشك خشبى، ونعيش منذ ١٥ يوماً بدون أنبوبة غاز، وكل ما أخشاه الآن أن أصحو يوما لأجد الكشك الذى نعيش فيه قد احترق بسبب زيادة نيران الخشب الذى نشعله لنطهو عليه طعامنا».
لحظات قليلة وكانت المفارقة، فوجئنا بمحمد وأحمد اللذين كانا يحملان أنبوبتين فارغتين، يسلمانها إلى السائق، بدلا من الأنبوبتين المسروقتين، حيث إنهما كانا عائدين من عملهما وفوجئا بوجود العربة والزحام الشديد حولها، فقررا الدخول إلى المعركة والتصارع حول الحصول على الأنبوبتين، وقد دفعا ثمنهما، ولم يتأخرا فى إعادة الأنابيب الفارغة، ورغم اتهام السائق لهما بأن ما فعلاه يعد سرقة لكنهما كان لديهما قناعة بأنهما لم يخطئا.
clip_image001
الأسرة تتحدث إلى «المصرى اليوم»
مجهول يلقى قنبلة بدائية من فندق أمام المعبد اليهودى فى وسط القاهرة دون إصابات
كتب يسرى البدرى وفاطمة أبوشنب ٢٢/ ٢/ ٢٠١٠
شهدت منطقة وسط القاهرة أمس محاولة تفجير فاشلة أمام المعبد اليهودى، حيث فوجئ رواد فندق بصوت انفجار فى مواجهة المعبد، وشاهدوا شخصاً فى العقد الرابع، طويل القامة، قمحى اللون يهرب مسرعا عن طريق أحد الممرات بجوار الفندق. لم تسفر الواقعة عن إصابات بشرية، وكثفت أجهزة الأمن جهودها لضبط المتهم بعد عثورها على ملابسه ومتعلقاته، ويقوم المعمل الجنائى بفحص محتويات الحقيبة، ويجرى فحص احتمالات يعمل عليها رجال البحث الجنائى بأن هناك جهات أو تنظيمات تقف وراء المتهم، أم أنه عمل فردى كان يهدف إلى إثارة الرعب فى نفوس الطائفة اليهودية فى مصر، خاصة مع تعيين سفير إسرائيلى جديد منذ أيام.
وفى الوقت الذى طالبت فيه رئيسة الطائفة رواد المعبد بتوخى الحذر حتى يتم الكشف عن ملابسات هذا الحادث، وفى ظل تزامن هذا الحادث مع محاكمة المتهمين فى قضيتى حزب الله وخلية الزيتون أمام المحاكم المصرية، تكثف أجهزة الأمن جهودها لضبط المتهم، كما تبحث الداخلية فى مدى علاقة هذا الحادث بتفجيرات الحسين الأخيرة.
وفى نفس السياق توصلت أجهزة الأمن إلى شهود عيان للواقعة أجمعوا على أن شخصاً فى العقد الرابع، يرتدى بدلة سوداء، حضر إلى أحد المبانى المواجهة للمعبد اليهودى وصعد إلى الفندق، الذى يقع بالطابق الرابع، وطلب حجز غرفة، وغافل موظف الاستقبال، وألقى حقيبة، أحدثت نوعاً من الانفجار، وأنه أسرع بالفرار عقب الانفجار للهروب عن طريق أحد الممرات المجاورة للفندق.
وأصدرت وزارة الداخلية بياناً قالت فيه إنه فى السادسة والربع صباح أمس، قام مجهول بالصعود لفندق بانوراما ٣ نجوم بالطابق الرابع بالعقار رقم ٢٠ بشارع عدلى المواجه للمعبد اليهودى، حاملاً حقيبة متوسطة الحجم، وطلب حجز غرفة لإقامته، ولدى تواجده بصالة استقبال الفندق غافل موظفى الفندق وألقى الحقيبة نحو رصيف الفندق من الطابق الرابع، مما أدى لاشتعال محتواها، ولاذ بالفرار من خلال ممر صغير بجوار الفندق.
أضاف البيان أن نتيجة الفحص المبدئى للمعمل الجنائى أسفرت عن أن العبوة المشتعلة بدائية الصنع تتكون من ٤ جراكن بنزين مثبت بكل منها زجاجة عبوة لتر تحوى سائل حامض الكبريتيك وقطعة قطن وعلبة كبريت وولاعة، حيث يترتب على تحطم الزجاجة اشتعال المكونات، وأشار البيان إلى أنه لم يكن يتواجد بتوقيت الواقعة أى أفواج سياحية لزيارة المعبد، ولم تسفر عن أى إصابات أو خسائر، وأوضح البيان أنه عثر على بقايا الحقيبة وبعض من ملابس ومتعلقات الجانى، وجار متابعة تكثيف جهود البحث لضبطه.
انتقل فريق من نيابة عابدين برئاسة محمد قاسم وهشام أغا مدير النيابة بإشراف ممدوح وحيد المحامى العام لنيابات وسط القاهرة وعدد كبير من أعضاء النيابة واستمعوا إلى أقوال شهود عيان وعاملين بالفندق، وأكدوا أن شاباً طويلاً القامة، يرتدى بدلة، قمحى اللون، دخل إلى فندق بانوراما، وحاول حجز غرفة للإقامة بها، وعندما طلب منه عامل النظافة الانتظار حتى يحضر عامل التسكين بالفندق الموجود بالحمام، توجه إلى إحدى النوافذ وألقى حقيبة «هاند باج» وكيساً بلاستيكياً أسود اللون كان بحوزته.
كما استمعت النيابة إلى أقوال فتح الله أحمد، عامل النظافة، الذى الذى أكد أن المتهم كان بحوزته شنطة هاند باج وكيس أسود اللون، وأنه فؤجى أثناء استدعاء موظف التسكين لحجز غرفة له بصوت ارتطام شديد أمام المبنى الموجود به الفندق، وأن هناك ذعراً فى مقهى «دون تاون»، الموجود بنفس العقار، وأنه عندما أسرع لمعرفة أسباب الارتطام فوجئ بالشاب الذى طلب حجز الغرفة يجرى مسرعا دون حقيبته أو الكيس الذى كان معه،
كما قال عامل النظافة فى محضر الشرطة إن المتهم المجهول حضر فى الساعة الخامسة والنصف صباحا، وسأل عن أسعار الغرف، فأبلغه العامل بأن الغرفة قيمتها ٦٠ جنيها، وأخبره بأنه سوف يتوجه إلى موظف التسكين من أجل إيقاظه، وتركه داخل كافيتريا الفندق، وهى عبارة عن بلكونة قامت إدارة الفندق بتقفيلها لتصبح كافيتريا خاصة بالنزلاء، ووقف المتهم بداخلها وبحوزته حقيبته والكيس البلاستيك، وقام بإسقاطهما أسفل العقار، فشاهده أحد النزلاء المقيمين بالفندق فحاول الإمساك به، إلا أنه لم يتمكن من ذلك، وعندما سأل عامل النظافة عن الشخص أخبره أنه كان يريد غرفة للإقامة بها.
كشفت معاينة النيابة العامة فى الحادث أن الحقيبة «الهاند باج» التى ألقاها المتهم المجهول طولها ٦٠ سم فى ٣٠ سم، ولونها أسود، وكان بداخلها عدد كبير من الكرافتات والقمصان، وعدد من البدل الرجالى، وأن الكيس البلاستيك مكتوب عليه كلمة «نيويورك»، ويرجح أن يكون اسماً لأحد محال الملابس، وكان بداخل الكيس ٣ علب بلاستيك بنزين لتنظيف الملابس.
كما كشفت المعاينة أن العبوة الناسفة كانت داخل الشنطة الهاند باج، وملفوفة بكمية كبيرة من القطن، وبداخلها ولاعة، وكمية كبيرة من أعواد الثقاب «الكبريت»، وأن الفندق يقع بالعقار رقم ٢٠ بشارع عدلى، والذى تقع به نقابة المهن السينمائية، وأن هناك آثار انفجار من قنبلة بدائية الصنع، وأن المتهم ألقى الحقبية من نافذة بالفندق، وأفادت المعاينة بعدم وجود أى خسائر فى الأرواح، وأثبتت المعاينة وجود آثار حريق على رصيف العمارة أمام مقهى «دون تاون».
سرور يطالب «الداخلية» بالتحرى عن تجاوزات النواب فى أزمة «العلاج على نفقة الدولة» 

فتحى سرورسروزر
أرسل الدكتور فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب، إلى وزير الداخلية جميع الأوراق المتعلقة بتجاوزات بعض النواب التى تم الإبلاغ عنها حول قرارات العلاج على نفقة الدولة، وفقاً للخطاب الذى أرسله إليه وزير الصحة وطلب الإحاطة المقدم من النائب مصطفى بكرى. وطلب سرور من وزير الداخلية إجراء التحريات اللازمة وتقديم المعلومات للمجلس للكشف عن حقيقة هذه البلاغات.
من جانب آخر، عقد الدكتور حمدى السيد، رئيس لجنة الصحة، اجتماعاً أمس، رفض الإعلان عنه حتى لا يتابعه الصحفيون، وحضره عدد من النواب المتورطين فى أزمة قرارات العلاج، من بينهم نائب الحزب الوطنى شمس أنور، وكيل وزارة الصحة بالبحيرة.
وكشفت مصادر أن «السيد» قرر عقد الاجتماع، الذى وصفه بـ«التنظيمى»، قبل عقد اجتماع عام للجنة لمناقشة الأزمة.
فى سياق متصل، اعتصمت نائبة الحزب الوطنى جمالات رافع، عضو مجلس الشعب، داخل المجالس الطبية المتخصصة، احتجاجاً على رفض الدكتور محمد عابدين، رئيس المجالس، التوقيع على قرارات العلاج على نفقة الدولة الخاصة بمواطنى دائرتها، رغم توقيع الدكتور عبدالحميد أباظة، وكيل وزارة الصحة، عليها وفقاً للاتفاق الذى تم معه بلجنة الصحة بمجلس الشعب. وقالت النائبة إن سياسة الدكتور عابدين فى إدارة المجالس أفسدت منظومة العلاج على نفقة الدولة.
وعلقت النائبة اعتصامها بعد تلقيها اتصالاً تليفونياً من الدكتور مفيد شهاب، وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية، وعدها خلاله بحل المشكلة.
يذكر أن النائبة احتلت المركز التاسع ضمن قائمة تضم ٢٥ نائباً من مجلسى الشعب والشورى حصلوا على قرارات علاج فى الفترة من أول سبتمبر ٢٠٠٩ حتى نهاية ديسمبر من العام نفسه بحوالى ربع مليار جنيه. وحصلت «رافع» على قرارات بمبلغ تجاوز ١٠ ملايين جنيه خلال تلك الفترة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عبر عن رأيك

اشترك فى نشرة الوفد

ادخل اميلك:

مدعم من الوفد ضمير الامةr