قانون الاحوال الشخصية والرجل

هل قانون الاحوال الشخصية ظلم الرجل

اننى اعمل بالمحاماة منذ اثنى عشر عاما ولاحظت ان قانون الاحوال الشخصية غير منصف للرجل فنصوص القانون للمرأة نشطة ونصوص القانون للرجل خاملة
فبحكم عملى تارة اكون وكيلا عن الرجل وتارة اكون وكيلا عن المرأة وكل قضايا المرأة فى صالحها ومعظم قضايا قضايا الرجل فى صالح المرأة أيضا
فاذا طلبت المرأة الطلاق للضرر بادعاء منها بتعدى زوجها عليها بالضرب والقول وعدم التزامه بالانفاق عليها تحكم المحكمة لصالحها بالطلاق حتى وان كانت ادعاءاتها كاذبة وباطلة
 فالامر مخول للمحكمة وبصراحة الهيئة القضائية معذورة فلامر يرجع لشهادة شهود الزوجة , فالزوجة تأتى بشاهدين لاثبات صحة ادعاءاتها والزوج يأتى بشاهدين لنفى ادعاءات الزوجة والمحكمة تأخذ بشهادة شهود الزوجة لانها عليها عبء الاثبات والعجيب انه فى كثير من الاحيان يكون الزوج مظلوم والزوجة ظالمة فالزوج ذو اخلاق رفيعة ومتدين ويتقى لله فى زوجته واولاده والزوجة على النقيض سليطة اللسان مفرزة للمشاكل .. والمشكلة الاكبر ليس فى حصول مثل هذة الزوجة الظالمة على الطلاق وانما فى حصولها على كامل حقوقها الشرعية من نفقات ومؤخر وشقة حضانة وهى فى الاساس شرعا لا تستحق كل هذا , واذكر أننا تناقشنا مع قاضى فى هذا الامر فقال ( الزوجة التى تدخل زوجها المحاكم وتريد حبسه وهو اب لاولادها لاتستحق ان تعيش معه ) نعم هو معه كل الحق ولكن القول مردود فى حصول مثل هذه الزوجة على كامل حقوقها الشرعية
هذا كله قبل صدور قانون الخلع المشئوم الذى زاد الطين بله .. فرغم ان الخلع نص شرعى الا انه فى رأيى الشخصى لا يناسب زماننا هذا وذلك لفساد الاخلاق والضمائر وقلة الوازع الدينى وكثرة المشاكل الاقتصادية .. فالمشرع اعطى المرأة سلاح جديد فى يدها تحارب به الرجل وتهدده بأنها سوف تخلعة وكأنها ستخلع ضرس يؤلمها ويسبب لها الصداع الدائم واصبحت العصمة فى يدها ضمنيا ومنذ اليوم الاول لتطبيق قانون الخلع امتلات المحاكم بقضايا الخلع والمؤسف ان معظم قضايا الخلع من زوجات صغيرات السن وزواج لم يدم اكثر من عدة شهور فهذه الزوجة الصغيرة لم تتحمل أعباء الحياة الزوجية وصعوبة المعيشة فى هذا الزمن وما يمر به الرجل من صعاب ليحقق القليل لعيشة كريمة , الى جانب تدليل الوالدين فتطلب الزوجة الطلاق ... وقد تكون الزوجة فاسدة الاخلاق وعلى علاقة بأخر غرر بها فتخلع الزوج لتتزوج بالثانى ضاربة كل المبادئ الانسانية والاخلاقية وأصبحت تنافس الرجل فى قوته وقوامته كزوج وأصبح الامر بيدها
واذا نظرنا الى نصوص الرجل فى قانون الاحوال الشخصية سنجد انها معطلة ولا يؤخذ بها رغم انها نصوص شرعية ومنها الطاعة والنشوز فلم نرى زوجة دخلت فى طاعة زوجها لتقويمها وارجاعها الى الصواب ولم نجد زوجة حكم عليها بالنشوز ففى بداية الامر ونهايته الزوج مظلوم
لقد اصبح الزواج عبئا نفسيا على الشاب بعد ان كان عبئا ماديا فقط
رحماك يا الله من هذا الزمان الذى انقلبت فيه الاشياء وانعكست فيه الامور وتزيفت فيه الحقائق
وكان الله فى عون الرجل
الكاتب
عبد العزيز عمار
المحامى